مقالات

ألوووو … يا أمم !!؟؟

في حديث الطاووس ” ترامب ” مع الصحفيين في طائرته الرئاسية عن أزمة الشرق الأوسط وتصريحه الوضيع المزرى عن خطة التهجير .. وأوامره بتفريغ القطاع معلناً إنه اتصل بملك الأردن وسوف يتصل بالرئيس المصري لبحث هذا الأمر …
قال لا فض فوه :
” ينبغي على مصر والأردن استقبال مزيد من الفلسطينيين من قطاع غزة بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية في مقتل أكثر من سبعة وأربعين ألفا من الفلسطينيين وتحويل معظم القطاع إلى أنقاض ” …

وقال قاصدا الرئيس السيسي :
” أتمنى أن يأخذ البعض منهم .. ساعدناهم كثيرًا وأنا متأكد من أنه سيساعدنا ” !!؟؟

ثم أردف متابعاً :
” إنها منطقة صعبة .. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضًا ”

ولم تصبر مصر أو تنتظر كثيرا فقد استبقت المكالمة المزعومة وبسرعة أصدرت بيانا قويا صريحا على لسان وزارة الخارجية المصرية.
هذا البيان الذي أكد مواقف مصر الثابتة والتى لن تتغير بأى حال من الأحوال مهما كانت التحديات تجاه ما يمليه عليها موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وما تلقيه على عاتقها مسؤلية أنها أكبر وأقوى دولة عربية وأنها الدولة الوحيدة التي ضحت وحاربت من أجل أن يسترد الشعب العربي الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه على أرضه المغتصبة …

بيان كان فيه رد شامل ومفصل علي التصريحات ” الترامبية ” وبالتالى أصبحت المكالمة المزعومة بلا قيمة …

لكن حدث الأعجب ياسادة .. …
فمن خلال مناورة سياسية ساذجة لحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكى المغرور الذى اندفع وتهور كعادته وراء تصريحات يبدو أنه لم يدرسها ولم يحسب نتائجها قبل أن يعلنها
لكنه تفاجأ بها سواء عن طريق الرد الرسمى للدولة أو رد الشعب المصرى الذي انتفض ومعه نوابه انتفاضة كبرى أعلنوا فيها رفضهم لما يطلبه السيد ” ترامب ” …
أو الرد الفلسطينى من خلال مشهد العودة المهيب وشعبه الرافض للتهجير ومحاولة إقتلاعه من أرضه …
لذا خرجت بيانات وتقارير إعلامية كاذبة تعلن عن أن المكالمة تمت بالفعل بين الرئيسين
أعلن عنها ترامب بقوله :
” السيسي صديقي .. وتحدثت معه عن استقبال لاجئين فلسطينيين
لن أتراجع عن نقل الفلسطينيين من غزة وأريد رؤيتهم فى منطقة بلا ثورات ولا اضطرابات ”

وبناء على ذلك وفى خبر سريع :
” نفى مصدر مصري مسؤول رفيع المستوى ما تناولته وسائل الإعلام من إجراء اتصال هاتفي بين الرئيسين المصري والأمريكي … “مؤكداً أن ” أي اتصال هاتفي لرئيس الجمهورية يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول وكان يجب تحرى الدقة المطلوبة خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى، وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسي البلدين ”

مصر دولة كبيرة وعظيمة … جدا …

إلى هنا فقد وصلنا إلى مرحلة خطيرة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي … ولقد سقطت كل الأقنعة … وكما حددت كل من مصر و الأردن والشعب الفلسطيني الصامد مواقفهم معلنين رفضهم التام لما يدعو إليه السيد ” ترامب ” ومعه عصبة الزبانية مصاصي الدماء من أبناء صهيون …
فنحن في انتظار أن تعلن باقي الدول العربية عن مواقفها الرافضة لأحلام الطغاة وأن تدعم بقوة وبوضوح مواقف مصر والأردن وفلسطين … ما يقوله ” ترامب ” وما تخطط له إسرائيل أصبح واضحا ولا يحتاج إلى تأويل …
إنها البداية … بداية النهاية … هم قرروا أن تقوم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وفق خرائط ” النتن ” التي نشرها على منبر الأمم المتحدة وظن الجميع أنه مجرد كلام على ورق …

الخطة أصبحت قيد التنفيذ ..
ونجاح ” ترامب ” كان مقابل تنفيذ تلك الخطة .. وهو لم يعد لديه شيء يحرص عليه فقد حصل على ما يريد وجلس على المقعد الوثير لفترة رئاسية ثانية وأخيرة … وينتظر أن ينفذوا وعدهم له بالحصول على ( نوبل ) للسلام وقد بدأ يلوح في الأفق بعد أن يحقق لهم حلمهم الذي طال انتظاره ….

أخيرا وليس آخرا ..

أتمنى أن يستفيق من يزالون يغطون في سبات عميق …
وليعلم الجميع أنه لن يكون هناك رابح من دول المنطقة … فالكل سيأتي عليه الدور … انظروا وابحثوا وتمعنوا …
أين العراق .. وليبيا … والسودان … واليمن … وسوريا .. ولبنان … والكويت …
استفيقوا قبل فوات الأوان …

اللهم احفظ بلادنا وانصرنا على القوم الظالمين
اللهم نصرك الذي وعدت …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى